I DRINK TEA
I DRINK TEA كانت تلك هي المرة الأولى التي تبصر عيني مدرسا سودانيا, كان المعتاد أن يكون المدرس مصريا أو وطنيا. كان مدرسنا عثمان بأنفه الأفطس و شفتيه الغليظتان و شاربه الكث كشوك قنفد و بشرته الكاكاوية و عمامته الضخمة البيضاء و ضحكته الآسرة مثيرا للاهتمام و الدهشة لكن ليس بقدر دهشتي من نطقه الانجليزية . كان معلمي تخرج الانجليزية – بقدرة الله – من فمه سودانية مخنوقة مدموجة فلا تستطيع تمييز الكلمات لكن اللحن الممدود في آخر كل جملة ينبئك بان وراء الغموض تختفي حتما جملة مفيدة . ذات صباح دخلنا علينا بجلبابه الوطني الأبيض حاملا في يده قدح شاي, ارتشف من القدح ثم قال باسما - I DRINK TEA ارتشف رشفة أخرى و أشار إلى القدح ضاحكا - I DRINK TEA أشار بيده كي نردد معه كلما شرب شربة ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكة وقورة ثم ماجنة أبانت عن أسنان لؤلئية, فأصابتنا العدوى و ضحكنا بجنون. وقف زميلي فلاح بغتة و قال - أود أن اشاركك التجربة يا أستاذ ؟ سأله الأستاذ عثمان بسعادة - هل ترغب في الإلقاء و نردد من بعدك ؟