المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

المنادى(قصة قصيرة )

صورة
ترنح جسده الضئيل على إفريز السيارة ,جمع أشعة الشمس و أودعها عينيه ,عبثت الريح بوجهه فأكلها بأنفه , تحرك لسانه الصغير بسرعة فائقة مناديا على ركاب جدد .  كان عددنا مكتملا حين انطلقت بنا السيارة لكنه ود لو ضاعف عددنا , كان عفريتا لم يبلغ التاسعة ... لا يتورع عن الصعود على ظهر العربة و المشي عليه فكأنما يمشى على الأرض ..... يعرف كل حانوت على الطريق و كل من على الطريق يعرفونه , البذاءة تنضح منه قبل أن ينطقها ,ثيابه ممزقة... قذرة و متربة تظهر بعضا من بطنه للشتاء قارص البرودة ,  و برز من أنفه مخاط أزرق  فبدا منظره مقززا و مثيرا للغثيان  , كنت بحكم قربى من باب العربة اسمع سعاله المريع الذي كان لبرودة الفجر دور رئيس فيه . كان يعشق الجدال و إفحام محدثيه, لا يتنازل عن مليم من الأجرة إلا إذا تنازل السائق عنه. دلف إلى  الداخل عندما أوشكت العربة أن تخلو من قاطنيها و تأكد أنها لن تستقبل ركابا جددا , أخرج من جيبه سيجارة , نظر إليها في تلذذ و سعادة , طلب قداحة من جارى , أشعلها ... نفث دخانها فكأنما ينفث عن صدره همومه .... دنياه الموغلة في الكآبة. كنت أعرف أن وراء الفت

التماثيل الشمعية (قصة قصيرة)

صورة
في الصباح شارف كل شئ الكمال ,فصار في يد كل تلميذ علمان صغيران , علم لدولتنا و علم لدولتنا الشقيقة , و امتلأت طرقات القرية بلافتات التأييد للزعيمين ,و انقسم التلاميذ إلى صفين يحدان الطريق الرئيسي , بينما كان الناظر بجسده الضئيل يطن حولنا كملكة نحل ناهرا إياي و التلاميذ إذا ما بدر منا ما يعكر صفو النظام الذي رسمه في خياله و حاول تطبيقه . منذ شهر و نحن نعد لهذه الزيارة , فصار على أب أن يدفع مرغما ثمن علمين و إلا نال من ناظرنا ما لن يبهجه , و عمل مدرس الموسيقى بجد مع تلامذته لإخراج أفضل أداء لديهم , و رغم كل هذه الاستعدادات إلا أن الناظر كان شديد الهياج , فإذا رأى منى استهانة بتوجيهاته جاءني صارخا في هلع -         ماذا بك ألا تعلم أننا مراقبون؟!! .... كلنا مراقبون ... حتى الصغار مراقبون, أمامي شهران قبيل التقاعد و أود أن أتجاوزهما بسلام. الحق أنه على صواب , فمنذ أسبوع و أنا أرى العديد من الغرباء بالقرية , و سمعت بالأمس طنين حوامة , فلما لا يكون الناظر على صواب و سيمر على قريتنا الزعيمان  . كان الكل سعداء بالزيارة و كان التلاميذ الأكثر سعادة , فيوم بلا