المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

لا رحمك الله يا عبد الحميد

صورة
توقفت في منتصف الطريق لتسأله بدلال -          كيف تحبني ؟ تدفقت البشاشة على وجهه و هو يقول: -          أنت نور عيوني . تابعت مسرورة -          هل تسمع في كيد الحاقدين ؟ نظر إليها مليا ثم قال -          أذني لا تسمع إلا تغريدك.  غالبها الطمع في زيادة الرضا فعاودت السؤال ضاحكة -          هل تهجرني و ترحل ؟ صر على أسنانه راسما بسمة بلهاء على وجهه و هو يقول -          كيف أتركك و أنت ساقي اللتان أخوض يهما غمار الحياة. أرادت أن تهجم عليه و تحضنه و تغمره بالقبلات, ما أعذب حديثه و ما أروع بسمته و ما أجمل حبه, تنهدت و تأملته طويلا ثم تجهمت و قالت -          هل تهزأ بى ؟! أنت لا تبصر أبعد من متر و لا تسمعني إلا عندما أصرخ و لا تمشى إلا مستندا على عصاك و ساعدي, فهل حقا تحبني ؟!! أشك . حافظ على هدوئه رغم غضبه و برمه و هو يقول - أسرعي و ضعي طاقم الأسنان في المطهر و عودي إلى الفراش قبل ينهش البرد عظامك . رغم شعور بالامتنان لها لشعوره بالدفء المتدفق من جسدها الملتصق به إلا أنه تمتم بضيق -          عجوز نكده . سألته عما قاله فأجابها

لماذا لا تعدد؟!!! (1)

صورة
ذلك الصباح يممت وجهي نحو القاهرة  مستقلا إحدى سيارات الأجرة , كنا رجالا إلا امرأة يافعة جلست أمامي بجوار زوجها أو خطيبها مع بداية الطريق أدار لنا السائق - الذي كنا نناديه شيخا لطول و كثافة لحيته – شريطا لأحد كبار شيوخ السلفية و هو يرمقنا بعين متفحصة. حدثنا الداعية عن ضرورات التعدد و التزاوج بأكثر من واحدة, قال أن النساء كالفاكهة ستمل من الموز و التفاح إن أكلته طيلة حياتك.... قال إن الله أباح التعدد فلماذا لا نستغل حقنا نحن معشر الرجال و نتزوج بأربع. الحق أنه في بادئ الأمر أيقظ حديث الشيخ الذئب الكامن بداخلي و تخيلت نفسي ألهو وسط النساء بمخدعي , لكن عقلي سرعان ما أعاد ذئبي لغفوته و تنبهت لشيخ يقارن الزواج بأكل الفاكهة , تنبهت إلى شيخ يخبرني بأنه على أن أكون طماعا و ألا أترك حقي و أتزوج  بأربع . كانت المرأة تشاركني الرفض فكانت تتهامس غاضبة مع رفيقها الذي طالب السائق الشيخ دون جدوى بغلق الشريط تارة و خفض صوته تارة أخرى. و حاولت المرأة بدورها معه إلا أن السائق  حدق فينا عبر المرآة و أخبرنا بحزم أن السيارة سيارته و من لا يعجبه فليترجل  ,فحولت المرأة تركيزها

ثوب الملك و ثورة 25 يناير

صورة
كنت قد نشرت هذه التدوينة فى أكتوبر عام 2011 و أظن أن بها ما يستحق أن يعاد التذكير به  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يحكى في التراث العربى  أن أحد الملوك أراد أن يرتدى ثوبا لم يلبسه أحد غيره , فلم يجد حائك الملك بدا من الكذب فإدعى أن ثوب الملك مصنوع من خيوط الصدق و الحقيقة و لن يراها إلا الصادق و الأمين , و لم يملك أحد من حاشية الملك الجرأة ليخبره أنه عار خشية أن يتهم بالكذب و الخيانة , إلا رجلا حط على الجزيرة فاستضافه الملك و سأله عن ردائه فأجابه بأن الملك عار فاتهمه الملك بالكذب , فطلب الرجل من الملك أن يأمر الحائك أن يصنع له ثوبا من ذات الخيوط , فلم قدم الرجل على الملك سأله الأخير لماذا أنت عار فأجابه الرجل ألا ترى ثوبي المصنوع من خيوط الصدق و الحقيقة  فأدرك الملك على الفور الحقيقة . و أخشى أن أكون ذات الرجل حين أقول أننا حولنا ثورة الخامس و العشرين إلى البقرة المقدسة التي عبدها قوم موسى من دون الله , فصار كل شئ ببركة ثورة 25 , حتى صرت أخشى أن يخرج علينا أحدهم من دورة