المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

شرطة (5) ما بعد التنحى (3)

صورة
عدت و أخى و بيد كل منا سيخ حديد نعلم أنه لن يجدى نفعا أمام الرصاص و الأسلحة البيضاء و لكن هذا ما وجدناه فى المنزل للدفاع عن أنفسنا . تحلقنا فى الليل البهيم حول جذع يحترق باعثا الدفء فى الأجساد المرتجفة من البرد القارص , فيما كانت الأرض الوحلة تكافح دون جدوى سيول السبت الماضى . كانت لجنتنا الشعبية تضم مزارعين و سائقين و موظفين يمثلون منازل الشارع إلا أن اللجنة الكبيرة العدد كانت نادرا ما تلتئم حتى يمتطى عضو دراجته النارية مبتعدا عنا ثم يعود بعد حين ليخبرنا بما يستجد , كانت الأخبار كثيرة و متعارضة فى الأرقام أو الأماكن أو الشخوص , إلا أننا استطعنا التقين من صدق عدد من الأخبار التى بدا بعضها مرعبا كمحاولة سرقة البريد و البنوك , إلا أنها لم تكن أشد إزعاجا من زخات الرصاص التى تدوى فى فضاء المدينة مقترنة بنداءات الاستغاثة المنبعثة من مآذن المساجد . كانت الأجواء هادئة فاستغرقنا حديث طويل ضاحك تخللته اقداح الشاى و اطباق الحلوى التى كانت تتوافد الينا من منازل الشارع , و بين الفينة و الأخرى كان تمر علينا سيارة يترجل منها رجل يتفقدنا و يشد من أزرنا ثم يرحل فتتلاقى ال

شرطة (5) ما بعد التنحى (2)

صورة
تساعرت وتيرة الأحداث بغتة بعدما صك مسمعى دفعات قريبة و متتالية لآلى صاحبها على إستحياء دعوات استغاثة ,داخلنى تساؤل مصدوم ... إلهى هل جاء العراق الى مخادعنا؟!!!. اصطدمت بأخى على الدرج و نحن نصطرع للخروج للشارع , كنا نحاول ارتداء ماتبقى من ملابسنا , كان الامر جد مضحك إلا أننا لم نملك القدرة على الابتسام  , كان الشارع قد امتلأ بقاطنيه من الرجال و سرعان ما انسابت الأحاديث من الأفواه .... قيل أن بضع لصوص سرقوا مقر مصلحة الاحوال الشخصية و ان المسروقات غريبة فلم يأخذوا معهم إلا أجهزة الكمبيوتر المتهالكة وقيل أن آخرين حاولوا دون سبب واضح اضرام النيران فى مخازن البلدية ,وأنه لولا خروج الاهالى لكنا أمام حريق شرس لن نستطيع ترويضه وأن طلقات الرصاص كانت غطاءا لهروب الجناة  بعدما شعروا أنهم مدركون من الأهالى . كانت آيات الجزع ترتسم على الجميع فكنا نتحرك كما لو أننا مجموعة من الطائرات التى تركت قيادتها للطيار الآلى , كنت الأكثر تشتتا و اندهاشا و التحمت بعقلى الصور التى نقلها التلفاز للجان الشعبية بالقاهرة و كنت أظن أن مدينتى الصغيرة الوادعة الأبعد عن تلك الصور . قفزت من داومتى ملتا