المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٢

توحش ألزهايمر (قصة قصيرة )

صورة
تحسس طريقه في الظلمة , و تسللت يده بمهارة إلى القابس و ضغطت عليه فغمر الضوء البهو , ألقى مفاتيحه على زجاج الطاولة فأحدث جلبة , كان الجوع و التعب ينهشانه إلا أنه نادي على زوجته كي لا يأكل بمفرده , كرر ندائه أكثر من مرة إلا أنها لم تجبه , بحث عنها في غرف المنزل فلم يجدها ... أين ذهبت في تلك الساعة المتأخرة نسبيا من الليل  ؟!! ,  أنقذته النتيجة من حيرته ... اليوم هو  الجمعة....  كيف غفل عن هذا ؟!! , فزوجته لم تتغيب  عن الذهاب إلى منزل أسرتها جمعة واحدة منذ زواجهما .... مهما حدث لم تتغيب .... لو حدثت براكين و زلازل و فيضانات الدنيا لن تتغيب. لم يكن زواجهما بخير على الدوام .... ككل زواج.... به الكثير من الفرح و الحزن .... الضحك و البكاء... العشق و الشجار... كثيرا ما تمنى أن تختفي من أمامه.... و لما كانت تتغيب كان يتوحشها. البعض قال أن توحشه لها هو الحب... و آخرون قالوا أنه الاعتياد .... و كثيرون قالوا أن الحب اعتياد و عشرة.... و العشرة أقوى مراحل الحب بعد الزواج . نصحه بعض أصدقاء المقهى أن يتزوج , لكن لا يفهم كيف يتوهم الرجال التعساء مع زوجة أنهم سيكونوا في راحة مع زوجتين

اصطياد البط الأحمر( قصة قصيرة )

صورة
حدجنا بغضب و نحن نهبط من العربة , كان أقرب لكلب يتحفز انتظارا للحظة المناسبة للانقضاض , سرعان ما اقتنصها عندما وقفنا أمامه ,فارتعش لسانه بعشرات العبارات الغاضبة لاصقا بوجهينا رذاذ لعابه , كان مهتاجا على نحو غريب حتى أننا تسمرنا بلا حراك أو وعى , بعد حين تيقظنا على صراخه - هل سأنتظركما إلى الأبد أيها الكسولين, تحركا قبل أضعكما في الحجز. تبعناه خانعان, كان يتهادى كطاووس و من أمامه مخبران يمهدان له الطريق فيما لحق بنا العاملون تحت إمرتنا يداخلهم مشاعر متناقضة بين الفرح و الحزن لما حدث لنا. كان الجو قارص البرودة في ذلك الوقت من شهر يناير, و بدت الشمس كعذراء تتخفى وراء حجب من سحاب داكن, و بدا الضباب أكثف مما كان عليه وقت كنا بالمدينة, فعزت الرؤية و صرنا نبصر الأشياء أمامنا هياكل و أشباحا, و اختفت أقدامنا وسط الضباب الكاسي على الأرض فاعتمدنا على حاسة السمع و التوقع , و كانت أصوات العشب المثقلة بماء الندى و الضباب تأن تحت وطأة أقدامنا و بين الفنية و الأخرى تهب ريح باردة خبيثة فتمر على بنطالى و حذائي المبللين بالندى و الضباب فتسرى القشعريرة بجسدي . حدثتني نفسي: -هذا هو الوق