المشاركات

عرض المشاركات من 2011

انتخابات 2

صورة
رفع الموظف عينيه المثقلتين من وطأة حاجبيه الكثيفين و بدا على وجهه مزيج من التبرم و الدهشة و التساؤل , ثم اخرج القلم من فمه و أشار به الى قائلا فى ضيق -خير ؟ ابتسمت بدهشة و أجبته و أنا أمد له يدى بالبطاقة - جئت من أجل الاستفتاء . امتثل الرجل لإلحاحى و فتح الدفتر و بحث عن اسمى حتى وجده فاصفر وجهه و قال لى - ما الذى جاء بك اليوم ؟. علا صوتى صارخا فيه - هذا استفتاء على الرئاسة و انا جئت للمشاركة شئت أم أبيت , اعطنى ورقة الاستفتاء بلا تأخير . مد الرجل صاغرا يده بورقة الاستفتاء و قلم و أشار بسبابته للمنضدة التى يجلس عليها كى اقترع عليها فرفضت قائلا بغلظة - ليس من حقك ان تخبرنى اين اقترع , سأذهب خلف الستارة و أقترع حيث يجب و ليس بيدك شئ . عندما انتهيت حرصت على وضع البطاقة داخل الصندوق الممتلئ على غير العادة ثم اتجهت نحو الموظف الذى مد يده الى بالبطاقة و هو يقول مبتسما - مع السلامة . غابت ابتسامته عندما قلت بحزم - لن ارحل دون التوقيع فى الدفتر . اردفت هامسا فى أذنه - تصور سوء اخلاقى ..... قلت لبطل الضربة الجوية لا . انهمر عرق غزير على و جه الرجل و هو يشير بأصبع مرتعش الى

شرطة (4) تدريب (قصة قصيرة)

صورة
--> لم تكن ذكرياتى عن الشرطة جيدة و ذلك لتعرضى فى الطفولة للصفع مرتين على يد الأمن الغليظة بسبب لعب الكرة رغم اننى لم أكن ماهرا بها او مواظبا عليها , و لذا كنت الوحيد من بين أقرانى الذى لم اسحب اوراق الإلتحاق بكلية الشرطة أو الكليات العسكرية . لكن أعز أصدقائى أحمد و الابن الوحيد لأبيه إلتحق بالشرطة بعدما دفع والده خمسين الفا من أجل قبوله بها , كنت أشعر أنه من الحمق أن يدفع المرء مبلغا كهذا من أجل أن يفقد المرء حريته لقاء راتب متواضع . --> مع الايام لاحظت تغيرات كثيرة عليه , كان يحدثنى انهم حدثوه بالكلية ان الكل طامعين فيه , و انه اذا لم يتعالى على البشر فسوف يفقد احترامهم , حدثته كثيرا عن حقوق الانسان فى الاسلام و فى القوانين , الا أننا لم نصل الى نقطة اتفاق , و رغم ذلك  بقينا أخلص صديقين حتى جاءنى ذات يوم و قال لى : - عندى تدريب ليلى بالمركز , ما رأيك أن تأتى و تشاهد ؟ , ربما غيرت فكرك . --> طوال الطريق كنت أعنف نفسى على ذهابى للمركز , و مع سماح عسكرى الحراسة ذو الملامح الغليظة  لى بالعبور الى داخل المركز انقبض قلبى لسبب غير مفهوم و اعترتنى رهبة عار

شرطة (3) أبى و أمى الفراعنة

صورة
كان باسم بجسده القصير و مؤخرته المتضخمة أضوحكة الثانوية , لم يكن ذلك بسبب جسده غير المتناسق , و انما مرده الى كذبه الدائم و تصنعه لموهبة التمثيل . كان يحدثنا عن سميحة أيوب كما لو كانت أمه , و كيف ان العملاق محمود مرسى أخبره أنه يراه امتدادا لميراثه الفنى , و عن ادواره المتوالية فى ورش و مسرحيات الهناجر , و كنا نضايقه حين ندعى و نسأله مستفسرين - الخناجر ام الهناجر . فى كل مرة كان يقفز منتفضا لاعنا جهلنا و سخافتنا , فى كل مرة كنا نضحك و نحن نسمع سبابه لنا و هو يغادرنا , و عقب كل مرة كان يعاود المجئ و الحكى رغم انه كان يقسم فى كل مرة انها الأخيرة . حتى جاء يوم تملك فيه الوهم و التصنع من باسم فكتب على اللوح - اليوم سقط الطاغية المحجوب مضرجا فى دمائه , فهنيئا للشعب . لم يكن لباسم اى ميول سياسية و هو ما أثار دهشتى , بضع دقائق و كان الفصل قد إمتلا بالمدير و الناظر و الوكلاء ,  كان الذعر جليا على الجميع و هم يتسابقون لمسح ما كتبه  , ثم انفض السامر سريعا و خرج الجميع و  باسم معهم . غاب عنا باسم فى اليوم التالى ثم الذى يليه و الذى يليه , قال بعض العالمين أن

شرطة (1) تحقيق فى سرقة (قصة قصيرة)

صورة
--> استيقظنا ذات صباح على صراخ جارتنا ميرفت بعدما تبين لها سرقة ذهبها , بعد ساعة كانت العمارة قد امتلأت برائحة العساكر العطنة و نظرات المخبرين القذرة و أوامر الضابط المتغطرس . غادرونا بعد ساعة تاركين العمارة بلا ذكور الا الأطفال , كان لطف الله بمنزلنا كبير , فوالدى كان يعمل بليبيا و كنت طفلا . لم يعجب الأمر الجميع حتى امى التى سمعتها تحدث احدى الجارات على السلم - حتى زوج ميرفت أخذوه , لماذا لم يرفعوا البصمات و يتركوا الرجال ..... الضابط الوقح قال انه اكتفى بأخذ الرجال لكن النساء تحت المراقبة ...... ربنا يرد لك زوجك و أولادك. تمت جارتنا بشرود - ربنا يسمع منك يا أختى . --> بعد يومين حدثت المفاجأة , حيث ضبط أهالى العمارة الجناة يحاولون السرقة من جديد , و بعد تعرضهم لضرب مبرح من السكان و الجيران اعترفوا بأنهم هم السارقين و عاودوا السرقة بعد ما ظنوا أن قاطنى العمارة مغفلين . بعدها زارتنا عربة الشرطة من جديد لتحمل اللصوص ثم يهب علينا صوت  رخامى بارد للضابط المتغطرس و هو يهم بركوب العربة ان الرجال ستعود صباح الغد بعد جلسة النيابة المسائية . -

Happy thank giving (قصة قصيرة)

صورة
تجمع ثلاثتنا أمام مدخل العمارة ثم صعدنا , فى المصعد نالنى سيل من السخرية اندفع بقسوة من فم صديقى محسن لحملى باقة ورد , الا انه سرعان ما توقف عن مضايقتى عندما لمح صديقنا عوض يحمل قنينة خمر , شعرت بسعادة بالغة و انا اراه يمزقه بقسوة فمالنا و مال الخمر , فيما بدا عوض بائسا و هو يتمتم بخزى  - انها لها... انها لها . استقبلتنا جين على الباب و سرعان ما طبعت قبلة على خدى عوض , و حاولت ان تقبلنى الا اننى جفلت فابتسمت متفهمة ,الا ان محسن عوضهاعنى بضم جسدها الخمسينى البدين بين ذراعيه  و رفعه ثم طبع على وجنتها قبلة مجللة وسط ضحكاتها الماجنة فتحولى وجهى خجلا الى الحمرة . كانت جين معلمة الانجليزية قد اختارتنا من بين خمسين دراسا لتناول العشاء فى منزلها يوم الخميس الموافق لعيد الشكر حيث كنا أنبغ طلبتها و ربما الأقرب الى قلبها ,فكان يحلو لها حين تخاطبنا ان تستعيض عن اسمائنا بأسماء من اختيارها , كنت الذكى او السمارت و كان محسن الشقى او النوتى و كان عوض اللطيف او السويت . غابت عنا بعض الوقت ثم عادت تحمل ديكا روميا على صنية و هى تقول بفخر  - مذبوح و مطهى على الطريقة الاسل

استفتاء الجهال!!!!!!!!

صورة
إستوقفتنى يد ناحلة لشاب ضامر يضع حول عنقه قلادة تنتهي ببطاقة تعريف لشباب ما بعد الحادي عشر من فبراير . كان الوقت مبكرا فأخذ عقلي بعض الوقت حتى أدرك معنى البطاقة , ابتسمت في وجه الشاب مستغربا فسألني عن وجهتي التصويتية في الاستفتاء فأجبته أنه ليس من حقه أن يسألني   عن وجهتي إلا بعد الإدلاء بصوتي   .. تلك أبسط قواعد الديمقراطية . بدت علائم الارتباك على وجه الفتى إلا أنه سرعان ما تغلب على ذلك بابتسامة   باهتة و تواضع مزيف و قال أنه لا مانع على سبيل التعارف أن يعرف وجهتي فربما أفاده ذلك ,فلما أجبته بأنني سأختار نعم ازدرد وجهه واصما الشعب بالجهالة . سألته من أنتم فأجاب بثقة لا داعم لها بأنهم زمرة من خيرة الشباب المثقف الواعي الذي رأى أن عليه أن ينتشل الشعب من غيابات الجهل إلى نور العلم و الثقافة و الحرية . ابتسمت و سألته عن السبب الذي يدعوه ليقول لا فقال حتى لا يعود الدستور الفاجر للعمل من جديد , فلما أجبته أنه في كلتا الحالتين سيجرى إعلان دستوري تمهيدا لوضع دستور جديد بدت على محياه أمارات البلاهة و البلادة و هو يقول بخفوت من قال هذا ؟. سألته أيهما أقرب نعم أم لا ؟ قال لا ..

مقتل مبارك

صورة
تحلقنا حول التلفاز نشاهد لحظة القبض على سيف الاسلام , بدا الرجل بلحيته الكثيفة أقرب الى المشردين و ابعد ما يكون عن الرجل الذى حرك اصبعه مرارا فى وجه شعبه متوعدا اياهم بعظائم الامور . كانت الحادثة تذكرنى بالطريقة الوحشية التى تم اغتيال  والده القذافى بها و من قبله وزير داخليته عبد الفتاح يونس , كنت أشعر بالغضب من الطريقة التى جرى اغتياله بها رغم كرهى الدائم للراحل , كان يملأنى يقين بأن ما حدث بعيد كل البعد عن آداب الإسلام و أخلاق الثوار فقلت - أخشى أن يتم إغتياله بطريقة وحشية هو الآخر . أومأ بهى برأسه موافقا إلا أن إبراهيم صدمنا بقوله -  أتمنى أن يسحل أو أن يصلب من خلاف . تابع غير مكترث بذهولنا - كنا مع تونس كتف بكتف و ساق بساق , فكيف صاروا و كيف أضحينا , هم دولة و نحن نوشك على الضياع , الفارق أن بن على هرب و مبارك بقى و يخطئ من يظن اننا سجناه فالحقيقة المرة أنه حول مصر الى سجن كبير لنا هو خارجه يضحك علينا , الفارق ان الجيش سلم السلطة للمدنيين هناك بينما جيشنا يحاول سرقتها , و أظن أنه لو كنا قتلنا مبارك مثل القذافى لاستراحت مصر الآن. كنا نوافقه تمام

إنتخابات

صورة
ذات يوم صحبني والدى - رحمه الله- إلى شاطئ النيل للتمتع بمنظر النيل البديع و هواء العصارى العليل , جاءت جلستنا امام الإدارة التعليمية بمدينتنا العتيقة ,أراد أبى أن يختبر قدرتى على القراءة , فأشار إلى لوح قماش معلق على أعلى واجهة الإدارة و سألني بقرائته , استجمعت مهارتي في القراءة و حاولت أن أقرأ اللوح   خرج صوتي نحاسي مرتعش من حلقي الجاف خشية أن اخسر ثقة أبى في و أفشل فيما طلبه منى : (( الحاج محسن صاحب محلات النزاهة يبايع الزعيم المؤمن محمد أنور السادات مدى الحياة )) إبتسم أبى و لاحت على محياه علامات السعادة و الفخر بى , ثم قام و فرد يده في الهواء فإرتاحت يدي الصغيرة على شواطئها ثم سرعان ما إختفت يدي حين أطبق بيده عليها و سرنا , و لكنني إلتفت إلى حيث اللوح أعاود قراءته و أتأكد أنني كنت على صواب حتى إختفت الإدارة . بعد بعض شهور قتل السادات , و حين أرجع بالزمن إلى سني عمري حين كنت طفل يدور بعقلي سؤال واحد (( ما هو توقيت مدى الحياة ؟ )) هل مدى حياة صاحب اللوح , مدى حياة قارئ اللوح , المدى حتى قيام الساعة , أم مدى حياة السادات؟ !!!! .