المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

I DRINK TEA

صورة
I  DRINK  TEA كانت تلك هي المرة الأولى التي تبصر عيني مدرسا سودانيا, كان المعتاد أن يكون المدرس مصريا أو وطنيا. كان مدرسنا عثمان  بأنفه الأفطس و شفتيه الغليظتان   و شاربه الكث كشوك قنفد و بشرته الكاكاوية   و عمامته  الضخمة البيضاء  و ضحكته الآسرة  مثيرا للاهتمام و الدهشة  لكن ليس بقدر دهشتي من نطقه الانجليزية . كان معلمي تخرج الانجليزية – بقدرة الله – من فمه سودانية مخنوقة مدموجة  فلا تستطيع تمييز الكلمات لكن  اللحن الممدود في آخر كل جملة ينبئك بان وراء الغموض تختفي حتما جملة مفيدة . ذات صباح دخلنا علينا بجلبابه الوطني الأبيض حاملا في يده قدح شاي, ارتشف من القدح ثم قال باسما - I  DRINK  TEA ارتشف رشفة أخرى و أشار إلى القدح ضاحكا - I  DRINK  TEA أشار بيده كي نردد معه كلما شرب شربة   ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكة وقورة ثم ماجنة أبانت عن أسنان لؤلئية, فأصابتنا العدوى و ضحكنا بجنون. وقف زميلي فلاح بغتة و قال -          أود أن اشاركك التجربة يا أستاذ ؟ سأله الأستاذ عثمان بسعادة -          هل ترغب في الإلقاء و نردد من بعدك ؟