المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٢

المظاهر خادعة (2)!!!!!

صورة
في البدء غمرتني الدهشة فالغثيان من ميل البشر إلى تصديق المخبر بدلا من الجوهر.... العين بدلا من العقل , ثم تعودت- ككل البشر- مع مرور الوقت على الغريب و الشاذ فتقبلت الأمر ومات سقمي . في البدء ضحكت و تعجبت كيف يمكن لبشرى أن يصل  بفهمه من مجرد حلاقة رأس متطرفة إلى اعتماري ؟,.....في البدء كنت أميط اللثام عن سوء الفهم برحابة صدر ,ثم تضايقت من كثرة السؤال و رتابة التكرار فصمت . رأى الكثيرون في الأمر عجرفة و غرورا متضخما من شخص أدى العمرة ... فما باله لو ذهب للحج ؟!!!!!!!!, لكن صمتي لم يكن غرورا بقدر ما كان أسفا على أصدقاء تركوا عقولهم خاملة و اعتمدوا كليا على عيونهم فتحكمت بهم و أوصلتهم إلى اعتماري لمجرد تفرقنا لشهر أو يقل. في الأخير قررت الاستسلام و اخترت أن أكذبهم بدلا من اتهامي بالغرور, فربما انتهت الأسئلة مع إراحة أبصارهم, إلا أنني فوجت بسؤال آخر.... هل تذكرتنا بالدعاء؟!!!!!. الحق أنني تعلمت من أخطائي فصرت أكذب حتى صار الكذب أكثر طيعة و انطلاقا على لساني, فصرت أجيب الأسئلة قبل أن تسأل.... من بين كل الوجوه و الأسماء تمثلت لي في الحرم فتذكرت و دعوت لك حت

المظاهر خادعة (1)!!!!!

صورة
عندما حوصر نزع قبعته و جرى بيده على رأسه يتحسس شعره المتعرق ,  تأمل الموقف محبطا , كانت قواته محاصرة من كل الجهات . و مهما دفع من قوات و معدات كان يخسر المزيد من الأرض و المال , من كل الجهات جاءوه , من كل الجهات زحفوا عليه , حوصر و أسقط في يده . كيف يمكنه مواجهة نفسه.....  عائلته ........ معارفه ...... شعبه . راوده أمل متأخر, فتش في أوراقه.... كل استراتيجياته التي تعلمها , كل أبحاثه التي سهر بحثا عن إجابات لمعضلته , كل خبراته التي اكتسبها عبر السنين , لكنه فشل في إيجاد حل لمعضلته . حين عاود النظر رأى الكون صحراء إلا من بعض الجيوب التي نجت, لكنها على أي حال غير مجدية, شعر بوطأة الشمس على رأسه العارية, داخله سؤال ملح((هل سيمضى  حياته في الصحراء ؟!!!!)). لم يجد بدا في الأخير سوى الاستسلام, رفع الراية و جلس على المقعد الجلدي في صمت منتظرا الإعدام. عاود الحلاق سؤاله - أنت متأكد أنك تريد إزالة شعرك بالكامل ؟ - نعم أريد رأسي  جرداء , فربما نمى من سقط .

ليلة العزاء!!!!!

صورة
كان صباحا مقبضا استيقظت فيه على صراخ نسوة ينتحبن على جارنا الطيب الحاج حسن والد صديقي العزيز سليم.   انقضى نصف النهار في التراخيص و استدعاء رجل الغسل و اللحاد و الصلاة ثم إيصاله إلى القبر. كان الكل حزينا بصدق على فقدان رجل طيب كوالد سليم, و لكنني كنت أكثرهم حزنا, كيف لا و هو والد شقيق روحي.   كنت أراه واقفا يتقبل العزاء و دموعه تغسل جسده و كانت دموعي تشاركها الهطول. انفض الحشد و شرع العمال في نصب خيمة العزاء , اقتربت منه و ألحفت عليه ليتناول الطعام فأبى , نظر إلى مليا و بدأت شفتيه في الارتجاف ثم أجهش بالبكاء على صدري . بعدما رست نفسه على شواطئ الهدوء أشار على بالالتجاء إلى   ركن للحديث ففعلنا . كان حلقي جافا و خانتني الكلمات فصمت و صمت لفترة, بعد حين بدت الحيرة و التردد على وجهه لكنه استجمع رباط جأشه و قال بصوت متردد خافت -        هناك..... هناك ... هناك شيء أود سؤالك عنه . لم أمهله وقتا ليتابع و قلت -        لاتقلق   والدك كان رجلا طيبا و محبوبا و مصيره الجنة ككل الأخيار إن شاء الله . أثرت فيه كلماتي كثيرا إلا أنه قال -