المشاركات

عرض المشاركات من 2015

عزاء ( انتخابات 6)

صورة
  عزاء انتخابات 6 فى الفجر نعى الناعى وفاة صابر والد لطفى المنادى بموقف الاجرة , فى سرعة و هدوء وفر البعض الكفن و اللحاد و احضر آخرون  فراشة عزاء صغيرة و زهيدة, كان الكل يعلم مدى الفاقة التى يعانى منها لطفى و عائلته الاشد فقرا بالقرية رغم كثرة عددها . عقب صلاة الظهر شيعت الجنازة ثم ذهبوا الى الفراشة  لمواساة أسرة الفقيد , كان المتوقع أن يكون الحضور قاصرا على أهل القرية مع تخلف الكثير منهم , فمن يحفل بمن مات أو حيي من عائلة صابر, لكن الحضور فاق كل  توقع ,فيما ملئت طرقات القرية بسيارات فارهة تركها مالكوها و رفاقهم و نزلوا الى العزاء يعانقون بدموع رقراقة اسرة الفقيد دون تأفف من ثيابهم القذرة الرثة . دخلوه  باكين  ثم انغمسوا سريعا فى ابتسامات و عناق و توزيع اوراق دعائية دون حياء او مراعاة  لمشاعرلطفى الذى شاهدهم فى صمت من خلف عيون الماء التى انفجرت فى عينيه.                                                    قرأ الشيخ (( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )), كررها مجددا بصوت عال فانتبه لطفى من احزانه و تأهب , اعاد الشيخ الآية بصوت خ

اتقى الله

صورة
كالعادة أعتذر لكم عن تأخرى لكننى وجدت صعوبة فى أن يرتعش قلمى و أصبح طبلة  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                            اتقى الله                            ــــــــــــــــــــ جل ما عبر مخيلته ذلك الصباح هو انتهاء عمله سريعا ثم العودة إلى غفوة في سريره الرطب يستيقظ بعدها على رائحتها و هي تغلي في سيل من حمم الطماطم و شرائح البصل الطافية كجزر بلا قاع. في عودته إلى المنزل استقل حافلة عبدالله  ككل يوم و جلس على المقعد  و وضع الشنطة بين قدميه , دلفت بعده تهاني , ابتسمت بحياء ثم وجهت نظرها إلى النافذة.   امتلأت الحافلة و انطلقت , في منتصف الطريق أفاق من خيالاته على التفاتة من تهاني تحمل العتب لكنه لم يشغل باله ,بعد ثوان عاودت النظر و همست ( استغفر الله العظيم )). كان يود أن يسألها عما بها لكنه آثر ألا يسأل عن المشاكل فتحبه و ترافقه فصمت . مجددا عاودت النظر إليه و مالت عليه هامسة بغضب -          هذا لا يصح و لا يليق منك يا أستاذ سامي.. اتق الله . حدق بها غير مدرك سبب غ

حفظ الله مصر

صورة

I DRINK TEA

صورة
I  DRINK  TEA كانت تلك هي المرة الأولى التي تبصر عيني مدرسا سودانيا, كان المعتاد أن يكون المدرس مصريا أو وطنيا. كان مدرسنا عثمان  بأنفه الأفطس و شفتيه الغليظتان   و شاربه الكث كشوك قنفد و بشرته الكاكاوية   و عمامته  الضخمة البيضاء  و ضحكته الآسرة  مثيرا للاهتمام و الدهشة  لكن ليس بقدر دهشتي من نطقه الانجليزية . كان معلمي تخرج الانجليزية – بقدرة الله – من فمه سودانية مخنوقة مدموجة  فلا تستطيع تمييز الكلمات لكن  اللحن الممدود في آخر كل جملة ينبئك بان وراء الغموض تختفي حتما جملة مفيدة . ذات صباح دخلنا علينا بجلبابه الوطني الأبيض حاملا في يده قدح شاي, ارتشف من القدح ثم قال باسما - I  DRINK  TEA ارتشف رشفة أخرى و أشار إلى القدح ضاحكا - I  DRINK  TEA أشار بيده كي نردد معه كلما شرب شربة   ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكة وقورة ثم ماجنة أبانت عن أسنان لؤلئية, فأصابتنا العدوى و ضحكنا بجنون. وقف زميلي فلاح بغتة و قال -          أود أن اشاركك التجربة يا أستاذ ؟ سأله الأستاذ عثمان بسعادة -          هل ترغب في الإلقاء و نردد من بعدك ؟

(( بالأمس حلمت بك ))قصة قصيرة

صورة
(( بالأمس حلمت بك ))قصة قصيرة اقتربت بدلال ثم مالت على المكتب فشعر بأنفاسها الذكية تسحره و هي تهمس إليه -          بالأمس حلمت بك . داخلته مشاعر متنوعة و متعارضة ,صدمة و فرح ...سعادة و دهشة ... جسد قعيد   و قلب راقص, كيف لا... و اجمل نساء العمل ...بل أجمل نساء الكون  اهتمت به ,فكأنما تحققت دعوات أمه له بتحقق  أحلامه و أمانيه . ربتت على كتفه برفق فتنبه و سألته -هل تسمعني ؟. عدل نظارته و امتص لعابه بصعوبة و أومأ برأسه فتابعت بغنج -قلت لك اننى حلمت بك بالامس  أليس كذلك ؟. -حقا حلمتي بى ....كيف؟ -حلمت بك عطوفا كريماالبائس. الملهوف و تنقذ البائس .... و عندما... عندما رأيتني في عوز مددت لي يد العون دون تردد . زال خدره بغتة و تلبسه شعور المهانة و الاستغلال فرسم ابتسامة صفراء لونها الحنق و الغضب و هو يقول -أتصدقين ...  أنا أيضا بالأمس حلمت بك ...نفس الحلم ... نفس التفاصيل .... لكن خاتمتي انتهت بلالالالالالالالالالالالا.