ليلة العزاء!!!!!


كان صباحا مقبضا استيقظت فيه على صراخ نسوة ينتحبن على جارنا الطيب الحاج حسن والد صديقي العزيز سليم.
 
انقضى نصف النهار في التراخيص و استدعاء رجل الغسل و اللحاد و الصلاة ثم إيصاله إلى القبر.

كان الكل حزينا بصدق على فقدان رجل طيب كوالد سليم, و لكنني كنت أكثرهم حزنا, كيف لا و هو والد شقيق روحي.
 
كنت أراه واقفا يتقبل العزاء و دموعه تغسل جسده و كانت دموعي تشاركها الهطول.

انفض الحشد و شرع العمال في نصب خيمة العزاء , اقتربت منه و ألحفت عليه ليتناول الطعام فأبى , نظر إلى مليا و بدأت شفتيه في الارتجاف ثم أجهش بالبكاء على صدري .

بعدما رست نفسه على شواطئ الهدوء أشار على بالالتجاء إلى  ركن للحديث ففعلنا .

كان حلقي جافا و خانتني الكلمات فصمت و صمت لفترة, بعد حين بدت الحيرة و التردد على وجهه لكنه استجمع رباط جأشه و قال بصوت متردد خافت

-       هناك..... هناك ... هناك شيء أود سؤالك عنه .

لم أمهله وقتا ليتابع و قلت
-       لاتقلق  والدك كان رجلا طيبا و محبوبا و مصيره الجنة ككل الأخيار إن شاء الله .
أثرت فيه كلماتي كثيرا إلا أنه قال
-       إن شاء الله .... لكن هناك أمر آخر أود سؤالك عنه .
 قاطعته مجددا
-       اسمع اى نقود تحتاجها لا تتردد في طلبها, تعلم معزة والدي لك .
تجلى اليأس على محياه و لكنه صارع التردد حتى قهره و عاود الحديث
-  أرجوك اترك لي المجال كي أتحدث  حتى أفرغ ثم قل ما تشاء.
تابع بصوت خفيت متردد بعدما قابله منى الصمت
 
-       متى ستقام مباراة القمة الليلة ؟
لم أشعر بالفزع طيلة حياتي مثلما شعرت وقتها, كنت قد أقسمت ألا أشاهد المباراة احتراما لسليم و والده, تقافزت الكلمات من غيم الغضب حادة

-       كيف أمكنك إن تفكر في هكذا, هل تصدق أن شقيقك يمكنه أن يفعل ذلك في مصابك؟!!
 
ربت على كتفي و قال برجاء

-       أنت شقيقي ولا يمكنني أن أسيئ الظن بنفسي, و لكن أرجوك اجب سؤالي.
-       الليلة في العاشرة و النصف مساءا .

نهض سليم و مال على أذني و همس

- اسمع كلامي ولا تجب, المأتم سينتهي قبيل العاشرة و النصف بقليل, وقتها اعرض على المبيت عندك و سأتمنع و لكنك ستصر, لا يمكنني مشاهدة المباراة إلا بغرفتك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)