شرطة (5) ما بعد التنحى (2)


تساعرت وتيرة الأحداث بغتة بعدما صك مسمعى دفعات قريبة و متتالية لآلى صاحبها على إستحياء دعوات استغاثة ,داخلنى تساؤل مصدوم ... إلهى هل جاء العراق الى مخادعنا؟!!!.

اصطدمت بأخى على الدرج و نحن نصطرع للخروج للشارع , كنا نحاول ارتداء ماتبقى من ملابسنا , كان الامر جد مضحك إلا أننا لم نملك القدرة على الابتسام  , كان الشارع قد امتلأ بقاطنيه من الرجال و سرعان ما انسابت الأحاديث من الأفواه .... قيل أن بضع لصوص سرقوا مقر مصلحة الاحوال الشخصية و ان المسروقات غريبة فلم يأخذوا معهم إلا أجهزة الكمبيوتر المتهالكة وقيل أن آخرين حاولوا دون سبب واضح اضرام النيران فى مخازن البلدية ,وأنه لولا خروج الاهالى لكنا أمام حريق شرس لن نستطيع ترويضه وأن طلقات الرصاص كانت غطاءا لهروب الجناة  بعدما شعروا أنهم مدركون من الأهالى .

كانت آيات الجزع ترتسم على الجميع فكنا نتحرك كما لو أننا مجموعة من الطائرات التى تركت قيادتها للطيار الآلى , كنت الأكثر تشتتا و اندهاشا و التحمت بعقلى الصور التى نقلها التلفاز للجان الشعبية بالقاهرة و كنت أظن أن مدينتى الصغيرة الوادعة الأبعد عن تلك الصور .

قفزت من داومتى ملتاعا على زخات متواصلة من الرصاص , لاحقتها أصوات أستغاثات إنطلقت من مآذن المساجد تستنجد العون و تستنهض الهمم ضد الغزوات التى تلتهم أطراف المدنية .

بعد دقائق جاءنا شعبان على دراجته النارية ليخبرنا بما يحدث فتحلقنا منصتين حوله, كان كعادته يمزج فى حديثه بين الفخر و الدعابة إلا أن ذلك لم يخفى عنا اصفرار وجهه و اضطرابه , حكى لنا عن اللصوص القادمين من المحلة و عرب الرمل و عن كم الأسلحة الضخم الذى ظهر فجأة بين السكان مما دفع اللصوص الى الهرب , حكى عن اللجان الشعبية التى ملأت المدينة فتفرقنا الى منازلنا نلتمس ما ندافع به عن انفسنا أثناء وقوفنا باللجنة الشعبية بشارعنا .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)