عصيان مدني


أشار بسبابته وقال – وقع .
سألته – على ماذا ؟
اقتنص ربيع إلى نظرة من خلف نظارته المستلقية على أرنبة أنفه ,قرنها ببسمة لا معنى  و هو يقول
-       - هذا كشف بأسماء العاملين الذين يرغبون في العمل يوم السبت القادم ردا على الدعوات الخبيثة للعصيان .
انعقدا حاجبي تشككا و أنا أقول
-        - السبت إجازتنا الرسمية... أليس كذلك ؟!!!

أومأ برأسه فتابعت
-        - الجهاز الحكومي في إجازة ..... و غالبية قطاع الأعمال و القطاع الخاص رافضون للدعوة..... و الدكاكين إن أغلق واحد منها أبوابه فسيفتح عشر بدلا منه  ... فماذا يتبقى ؟!! .... أصحاب أعمال يرأسون أنفسهم لن يضروا بإغلاقهم إلا أنفسهم و عملائهم .
أحكم ربيع نظارته على عينه و طوي الجريدة ثم قال بحماس مصطنع

-        كلامك صحيح لكننا نود أن نلقن 6 إبليس درسا لن ينسوه بالتفاني في العمل و إعلاء مصلحة الوطن.



قهقهت و أنا أقول
-     -   الدراسات تقول أن الموظف المصري لا تزيد مدة عمله الفعلية عن نصف ساعة و أنت و جريدتك خير مثال على ذلك, أخلص بعملك و ستعلى مصلحة الوطن دونما حاجة للعمل فى أيام العطل .
جذبني بعنف من ساعدي فملت بجسدي نحوه فهمس معاتبا
-        يا عربي لا تسئ لي , هذه قدراتي و قدرا لا أستطيع أن أزيدها , عاتبني كما تشاء على إنفراد , أنا أريد الصالح لي و لك و للعاملين , سوف نضع على الانترنت صورا لنا و للمصلحة و نعنونها مصلحتي تعمل ... مصلحتي ضد العصيان المدني, بعدها سأرفع مذكرة للسيد وكيل الوزارة بأسماء العاملين الذي ضحوا براحتهم من أجل مصر.
هممت بمغادرته فجذب عنقي بكفه و مال بفمه على أذنى و قال
-        لدى وعد بمكافآت مجزية لكل الحضور ... أنا أريد الفائدة للجميع .
دفعته عنى و أنقضضت عليه  و أمسكته من جيوبه , كانت كل خلية بجسدى ترتجف من الغضب كما لو كنت محموما , و شعرت بصعوبة بالغة فى التحدث إلا أننى جالدت نفسى فخرج صوتى بطيئا جليا كحد السيف عميقا كصوت فى بئر
-        أنا أكره النفاق و المنافقين من أمثالك .... أكره الانتفاع و المنتفعين من أمثالك .
كان ربيع مدهوشا الا انه تمالك نفسه و تحدث بصوت أقرب للبكاء
-        الشرفاء من أمثالى كانوا يريدون أن يعيدوا أمثالك من منتسبى 6 ابليس الى جادة الصواب , نحن نسعى لإعادة عجلة الانتاج لمسارها , نحن نقف حجر عثرة أمامكم كى لا تركع مصرأو تنقرض ,بينما انتم تسعون لدمارها , الهو كما شئت فهناك رجال من أمثالى يحملون الخير لمصر , و إعلم أنك حين تكون بسريرك تغط هانئ البال سأكون أنا هنا أؤدى عملك و عملى  حيث سأجتهد و أبذل مجهودا مضاعفا من أجل مصر.
إلتفت اليه باسما و قلت ساخرا
-        ستبذل يومها جهدا مضاعفا إذا  .... يبدو أنك ستقرأ جريدتين  !!!!




تعليقات

‏قال دليل بلوجر
تم اضافة مدونتك فى دليل بلوجر
دليل بلوجر اول دليل متخصص لاشهار المدونات العربية مجانا
‏قال osamaghanem
شاكر على قبول الاضافة

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)