أين ستنام ؟! (قصة قصيرة)


للوهلة الأولى غمرته سعادة عارمة , لكنها سرعان ما وئدت تحت وطأة التساؤلات المتلاطمة بعقله .
لاشك أنه جد فخور بولده الذي استطاع أن يقتنص موقعا في البرنامج الدولي للتبادل الطلابي, لكنه مهما حاول غض الطرف لا يستطيع أن يغفر له أنه تصرف من تلقاء ذاته و دون أن يأخذ موافقته على استضافة أغراب بمنزله.

مع مضى الوقت بدا أنه نسى الأمر تماما حتى جاءت بام إلى منزلهم ذات يوم بصحبة مندوب سفارتها الذي سرد العديد من التفاصيل و المتطلبات ,لكنه لم يعي شيئا مما قاله المندوب , كان سارحا في ملكوت أفكاره ...... كان بداخله سؤال واحد ملح بلا إجابة ..... أين ستنام بام في منزل به ثلاث حجرات نوم؟ ...... واحدة له و لزوجه و الثانية لولده و الأخيرة لابنتيه ؟!!!., لا يمكنها أن تنام مع ابنه طبعا و لا مع ابنتيه فقد تكون مثلية و لا أن ينام أولاده في غرفة واحدة لضوابط شرعية, في الأخير هداه تفكيره إلى المبيت في الصالة لكي تنام بنتاه مع زوجته فتخلو غرفة للضيفة.
في الرمق الأخير من الليل رآها تأتى إلى فراشه شبه عارية, خاف أن يصدر صوتا فيستيقظ أهل بيته فيروه في الوضع المشئوم, قبلته في عنقه فدفعها بيد واهنة فاستلقت خلفه واحتضنته فشعر بالموت فجاهد كي يلتقط أنفاسه و هو يتمتم
-         أستغفر الله ... استغفر الله.

انتفض من نومه مستغفرا الله و شعر براحة غامرة عندما أدرك انه كان يحلم, مع توالى الإدراك عاد إليه ذعره عندما لمح ذراعا تلتف حول وسطه, التفت ببطء كي يمهد لعقله تحمل الكارثة ثم تنهد بعمق عندما لمح رفيقته و همس
-         الحمد لله .
سألته زوجه بصوت متناوم
-         ماذا بك ؟ عد إلى النوم ؟.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)