كمل جميلك


ما أن لمحنى أحمد حتى صاح برفاقه بصوت عالي مشيرا إلى

-         هذا أستاذ عربي أحد أبطال 30 يونيه بالمدينة .


احتضني بحرارة انعكست فيما بعد على نظرات رفاقه و سلامهم الحار على, تحدث عنى إليهم كثيرا فبالغ و أطنب حتى ظننت أنه يتحدث عن أحد غيري, كنت أرى أن كثيرين بذلوا جهدا أكبر منى, و أن الثورة اكتسبت صفتها الشعبية من مشاركة الجميع على قدم المساواة .
أخرج أحدهم ورقة من جيبه و مدها إلى و قال
- كيف تسير توقيعات حملة كمل جميلك ؟

سيطرت الدهشة و البلاهة على وجوههم حين أنكرت علاقتي بتلك الحملة , سألني أحمد بثقة

-         لا تشارك فيها ربما لانشغالك لكنك تؤيدها بلا شك ؟.

كمم الخوف فمي فاكتفيت بابتسامة حائرة فتابع أحمد بحماس مشيدا بالفريق السيسى و حتمية أن نرد له الجميل .
كنت اشعر بالرعب من  عدم قبولهم كالإخوان للآراء المخالفة و من التهم الجاهزة التي كانت تكال لهم , إلا أنني و مع استرسال  أحمد في المدح و التذلل و التقليل من مصر لصالح الفريق لم أستطع كبح جماح لساني فنزعت الربقة منه فاندفع مجلجلا


- لم تجنى مصر عظمتها من اى ملك أو أمير أو رئيس , بل هي التي أضافت لهم عظمة افتقدوها حتى حكموها , عظمة حولت أشباه الرجال  و المعاتيه إلى أساطير يحكى التاريخ قصصهم في إطناب , لاشك أن الفريق رجل وطني فعل الصواب و و ربما تصرف من فى محله غير تصرفه .... هل يحتاج الفريق إلى الرئاسة ... لا أظن .... وهو الآن في مكانة ربما افتقدها إن حكم... فهو أعظم من أي رئيس حكم مصر...    فهو كسوار الذهب ... رجل قاوم نفسه و قمع جشعه ونهمه للملك.. للمال و قال لهم لا ...  و ما فعله لن يكون له سوى تفسير أوحد..... رجل وطني لا يحركه إلا حب الوطن... ثم ما هذا الاسم ... كمل جميلك .... هل ضبطت مصر مع شخص في وضع مخل و سيقوم الفريق بالتنازل و ستر فضيحتها؟!!!!... إن أراد الفريق أن يترشح فعليه أن يقنعني بأنه يصلح كرئيس... لا كقائد للجيش انحاز لصالح غالب الشعب ضد رئيس فاسد .
كان كلامي صادما و قاسيا عليهم فعم الصمت لدقائق, ثم أعطاني أحمد ظهره       و توجه لرفاقه بالحديث

-         هذه حالة عملية أمام أعينكم للخلايا الاخوانية النائمة التي حدثنا عنها الأساتذة توفيق عكاشه  و أسامة كمال و الخرباوى و بكرى .... يحسنون التخفي حتى نصدقهم وننسى حقيقتهم القذرة, عربي هذا.... زوج أخته و زوجة أخيه إخوان ثم يشاركنا بوقاحة في ثورتنا الحقيقية....ما أحمقنا .
لم أحاول الرد عليهم ونفى التهم الكاذبة عنى, توقفت لوهلة يحدقون في و أحدق في وجوههم الغاضبة و أرجلهم المضطربة في حركة حائرة بين السكون و التقدم نحوى, بعدها حسمت أمري و غادرتهم مسرعا وسط سبابهم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)