عرائس في يد البرجماتية

دفع جريدة الشعب نحوى. لم يبالى أنها أصابت عيني و هو يقول بسعادة مغلفة بغضب و حقد هائلين – أرأيت الانقلاب يترنح... قريبا سيعود رئيسنا الشرعي و ستعلقون على المشانق.

كنت أشعر بألم شديد في عيني , حاولت فتحها فلم أستطع , سألته عن فحوى الجريدة فحدثني  عن رفض أمريكا للانقلاب  و رغبتها في عودة الشرعية , حكي الكثير الذي كان قليله حقيقة و غالبه أوهام

أشرت له بالجلوس ففعل ... سألته (أليست أمريكا شيطان و عدو؟) لكنه نفى بحزم ,لم أستغرب ... كانوا مشهورين بسرعتهم في تغيير أرائهم بما يتماشى مع مصالحهم  .


قلت له اننى ساقول له رأيي شريطة ألا يعارضني فوافق فقلت
 أمامك موقفان متشابهان في الأحداث و متضادان في الإجراء....  الثورة في 30/6 شهدت ثورة شعبية .. قل عنها فوتوشوب إن كان يريحك ... و انضم الجيش لها فصارت ثورة شعبية حماها الجيش ... هذه الثورة سعدت بها روسيا و رحبت بها بينما رأت فيها أمريكا و الاتحاد الأوربي انقلابا صرفا .

 و في أوكرانيا قامت ثورة شعبية على رئيس منتخب كرئيسكم  و انضم لها الجيش و حماها أيضا , فإذا بأمريكا  و الاتحاد الأوربي  يرونها ثورة و هم الذين رأوا قي الثورة المصرية انقلابا  و ترى روسيا التي رحبت بالثورة المصرية في الثورة الأوكرانية انقلابا ... يا زميلي السياسية ليست ملجأ توزع فيه أغذية مجانية... مصلحتها.لتي تقوم عليها تلك الدول تنبع من دافع أوحد... مصلحتها ... برجماتية بحتة لا تنتصر للمبادئ إلا إذا وافقت مصلحتها.

بدا أن كلامي أقنعه ألا أنه قرر المقاومة و قال

-         لكن أمريكا أفضل من روسيا .. ألا تعلم أن روسيا  ملعونة لأنها شيوعية ملحدة ؟


تذكرت كلام كارتر  ابان الغزو السوفيتى لافغانستان  عن الحاد السوفيت  و استغرقت دقائق حتى توقف الضحك و سيطرت على نفسي و قمت من الأرض   .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)