محمد ربنا يخليه
محمد ربنا
يخليه(قصة قصيرة)
أشارت إلى خاتم خطبتها بزهو فاق زهو الاسكندر
الأكبر عندما قهر ممالك العالم , ابتسمت و قلت لها مبارك فاندفع طوفان حديث بدأت
طلائعه بـ (( محمد ربنا يخليه )) و استمرت في الإطناب له حتى تمنيت أن تصاب بالخرس
.
جاءتني بعد أسبوع باكية متورمة العينين و حكت لي
حكايات مروعة حولته في عيني من ملاك إلى شيطان و أطنبت مجددا فتمنيت أن تنفجر.
رأيتها من جديد بعد حين فأشارت إلى خاتم جديد
و كررت نفس الطوفان لكنها بدأت حديثها بحمادة ربنا يخليه.
ثم رايتها بعد حين و حدثتني عن ارتباطها و
انفصالها عن خطيب يدعى ميدو ,و حدثتني بعد
أمد من جديد عن ارتباط آخر تحطم مع شخص ما يدعى أحمد .
شغلتني قصتها كثيرا, لم تكن رشا سوى فتاة
متوسطة الجمال تتمتع بذوق رفيع في الملبس و التزين وشره في تطلعات لم تتناسب يوما
مع ظروفها الاجتماعية و الاقتصادية.
بعد تمحيص بدا لي أمران مدهشان ... أولهما
.... مدحها لخطابها – الذين صدف إن تكون أسماؤهم محمد أو مشتقاته – حدث لأنهم كانوا ينتسبون لها
و ذمهم لأنهم أضحوا أغرابا عنها .
و ثانيهما أنها ما كانت تبحث عن زوج بقدر ما
كانت تبحث عن الهرب من مدينتنا الصغيرة إلى
مدينة اكبر تحتضن تطلعاتها المهولة و تحققها , فالأول كان سويسي و الثاني قاهري و
الثالث سكندري و الرابع قاهري و لكنهم في الأخير
عجزوا هم أيضا عن تحقيق حلمها.
أول أمس حدثني صديق مشترك عن التقائه بها في القاهرة
حيث تقيم, و عن وحدتها وهزالها غير المبرر, و بالأمس حلمت بها بين جدران خاوية لا أنيس
لها فيها إلا وحدتها التي تنهشها و تنهش تطلعاتها.
تعليقات