سعد

جفف الموظف المرهق عرقه ثم قرع الباب الخشبي ، انتظر برهة – كانت كدهر - حتى فتحت الباب سيدة لم يكد يتبين ملامحها من الظلمة التي خيمت على أركان المنزل الريفي الرطب، مني نفسه أن تدعوه للداخل كي يهرب من قيظ الصيف، عرفها بوظيفته الحكومية وهدف الزيارة وأطنب كثيراً في أهميتها وأهمية وظيفته، علت ملامحه الخيبة حين سألته



-         ماذا تريد يا أفندي؟

أعاد الشرح بطريقة أكثر بساطة وأقل تكلف فبدت المرأة أكثر استجابة وهي تقول

-         تحت أمر الحكومة

-         اسمك واسم والد والعائلة؟

-         خديجة إبراهيم غنام

-         هل تذكرين تاريخ ميلادك؟

-         لا اعرف لكنني ولدت يوم تولي الخديوي عباس حلمي



زفر الرجل وهو يكتب الثامن من يناير 1892, رفع رأسه وسألها

-من يعيش معك؟

- أنا وسعد

- زوجك؟

- لا سعد

لم يستطع أن يسمع ما بعد لا من ثغاء دوي بأرجاء المنزل، فسألها عن عمره

-         عامان

كان مرهقاً للدرجة التي أفقدته الرغبة في الحصول على مزيد من المعلومات، ربما كان حفيدها وربما كانت الوحيدة التي ترعاه لوفاة أمه أو وفاة أبيه وزواج أمه أو موت الاثنان، ماذا يهم، سألها

-         هل يوجد من يرعاه سواكي، وما اسمه؟

-         لا يوجد أحد في الدنيا لنا سوانا، اسمه سعد صادق أحمد غنام

كانت تحب سعد للدرجة التي نسبته لزوجها وابن عمها الراحل، دون الموظف الاسم ثم أغلق الدفتر وقال باسماً

-         عندما يبلغ سعد ستة عشر عاماً سيتمكن من استخراج بطاقة شخصية، ولكننا سندرج اسمه معك في بطاقة التموين من الآن , ادعي للزعيم بطول العمر.

أغلقت العجوز الباب وصاحت سعد، دوي الثغاء مجدداً وظهر جدي فرمت له  حزمة برسيم  وجلست جواره , تذكرت الموظف  وحديثه عن البطاقة و التموين , تمنت أن تسأله عن معني البطاقة و التموين إلا أنها خجلت .  



 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)