لابد من إقالة النائب العام أيها الفل


بدا على وجه نبيل زميلي الاخوانى مزيج غير مستقر من مشاعر متضادة و هو يقول

-        احترت في أمركم أيها العلمانيين الليبراليين, كنتم تطالبون بإقالة النائب العام و لما شاركناكم الرغبة الآن تحتجون علينا و تقفون معه, لا أعرف إلى ماذا ستوصلكم حربكم على الإسلام ؟.

لم أشعر بالغضب فلقد تعودت على ذلك الكلام كثيرا , قلت لهم مرارا إن الليبرالية في مصر مذهب سياسي كالإسلام السياسي بينما العلمانية مذهب حياتي لا يتفق مع تديني ,قلت لهم إن كلمة الفلول لا تصح أن تطلق إلا على مناصري الحزب الوطني و أعضائه و لم أكن من أولئك أو هؤلاء.... و لكن في عرفهم صار كل المعارضين فلول ,قلت لهم إن من يحاربون الإسلام هم أعدائه من الكافرين به , قلت لهم أشياء كثيرة لكنهم لا يفهمون و لا يتعلمون و لا يملون من تكرار افتراءاتهم , فضحكت و صمت .

زادت ضحكتي اضطرابه فقال محتدا

- لا تجد ما ترد به على..... فبهت الذي ........             .

كنت اعرف أنه أكمل بعقله حديثه بكلمة الذي كفر, داخلني غضب دفين فابتسمت بسمة متشنجة و قلت
  
-        قلنا لكم مرارا إن هناك فارق بين عصر الثورة و ما قبلها, قلنا لكم إن التطهير لا يأتي بتغيير الأشخاص و لكن بتغيير القوانين, قلنا لكم إن دولة الثورة هي دولة قانون لا دولة..... لكنني مهما حاولت لن تفهمني... هل تفهمني ؟!!!.

غالب برمه و غضبه و عاجلني بسؤال
-        لكن أداء النائب العام لا يرضيك و تود أن يقال ؟.

-        نعم لكن بالقانون فإن قال القانون نعم فحتما سأرغب في إقالته.

استوقفته بسؤال
-        لا تذهب الآن فالمناقشة في مهدها, قل لي لماذا ذهبتم إلى التحرير يوم جمعة كشف الحساب ؟

اقترب منى و مال على مقربا وجهه من وجهي و ضغط على حروف كلماته بعنف
-        قلنا لكم أيها الأشقياء يا من تسعون لخراب الوطن أننا غضبنا من حفلة البراءات التي جرت على جثث الشهداء و المصابين بفضل تواطئ النائب العام .

-        لو كان الأمر يخص الشهداء فأين أنتم من حقوق شهداء ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء و التحرير  و بورسعيد , و إن كنتم تحتجون على النائب فلماذا لم تختاروا ميدانا آخر غير التحرير حتى تحقنوا الدماء , لم يكن لكم غرض من الأمر سوى إفشال جمعة الحساب .




لم يغضب مثلما توقعت, على العكس بدا هادئا و هو يقول
-        اما الشهداء فلقد وقعت انتهاكاتهم في عهد المجلس العسكري و لن نفرط في حقهم و القضاء لم ينتهي من أغلب تلك الوقائع , و أما الميدان فهو لكل المصريين و لن يستحوذ عليه فصيل .

شعرت بغضب شديد من إنكاره الذي قد يكون نتاجا لكذب متقن أو جهل مطبق فسألته غاضبا

-        ليكن, لكنني لم أفهم سر الغضب الحالي ضد النائب العام ؟
حدثني ببطء كأنه يحدث طفلا أو أحمقا

-        سأحاول أن أشرح فربما تستوعب..... حدثت مذبحة في التحرير  بعد خطاب المجرم مبارك ,و كانت أدلة الإدانة واضحة للعالم كله عبر شاشات التلفاز ,و تم إحالة الجناة إلى المحكمة للقصاص , و كان على النائب العام و رجاله جمع الأدلة لحسم القضية و لكنهم تواطئوا على الثورة و أخرجوهم  براءة ... هل فهمت ؟

-        نعم فهمت ..... فهمت أنك تعتقد أن النائب العام هو المسئول عن التحقيق ...و لكن الحقيقة أنه بعد الضغوط العديدة عليه و الاتهامات التي كيلت له بالتواطئ انتدب قاضى للتحقيق تم اختياره عبر بعض القوى و منها الإخوان  حتى تضمن نزاهة المحاكمة .

توقعت أن يرفع الراية البيضاء لكنه فاجئني بقوله

-        أرأيت ؟..... نفس المعنى.... و يفسر رغبتنا في إقالة النائب العام, فلولا تخاذله و إحالة الملف لقاضى فاشل بدلا من تولى القضية بنفسه لكنا نحتفل اليوم بإدانة القتلة و نحمله فوق أعناقنا.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)