لا رحمك الله يا عبد الحميد
توقفت في منتصف الطريق لتسأله بدلال - كيف تحبني ؟ تدفقت البشاشة على وجهه و هو يقول: - أنت نور عيوني . تابعت مسرورة - هل تسمع في كيد الحاقدين ؟ نظر إليها مليا ثم قال - أذني لا تسمع إلا تغريدك. غالبها الطمع في زيادة الرضا فعاودت السؤال ضاحكة - هل تهجرني و ترحل ؟ صر على أسنانه راسما بسمة بلهاء على وجهه و هو يقول - كيف أتركك و أنت ساقي اللتان أخوض يهما غمار الحياة. أرادت أن تهجم عليه و تحضنه و تغمره بالقبلات, ما أعذب حديثه و ما أروع بسمته و ما أجمل حبه, تنهدت و تأملته طويلا ثم تجهمت و قالت - هل تهزأ بى ؟! أنت لا تبصر أبعد من متر و لا تسمعني إلا عندما أصرخ و لا تمشى إلا مستندا على عصاك و ساعدي, فهل حقا تحبني ؟!! أشك . حافظ على هدوئه رغم غضبه و برمه و هو يقول - أسرعي و ضعي طاقم الأسنان في المطهر و عودي إلى الفراش قبل ينهش البرد عظامك . رغم شعور بالامتنان لها لشعوره بالدفء المتدفق من جسدها الملتصق به إلا أنه تمتم بضيق - عجوز نكده . سألته عما قاله فأجابها