احتفال غير تاريخي

بدا عمى المحارب القديم مزهوا وهو  يتابع بكثب احتفالات أكتوبر التي ينقلها التلفاز من ملعب الدفاع الجوى , كانت سعادته طاغية لا تخطئها عين ,قهقه في جزل و التفت إلى قائلا
-هل رأيت يا ولد احتفالا أفضل من هذا ؟
فضلت الصمت  فتابع

-        من جديد عادوا لإرسال خطابات التهنئة لنا اعترافا بدورنا نحو الوطن, لا تمن عليه يا عربي لكننا على الأقل كنا الأولى بالحضور بدلا من أولئك القتلة الذين تصدروا الصفوف العام الماضي.

تدفقت من ذاكرتي مئات الصور لقتلة السادات و عشيرة الإخوان فيما غاب شكر الجيش و المحاربين ,تذكرت الرئيس المخلوع يمر بسيارة الرئيس السادات محييا قتلة السادات في مشهد ذكرني بيونس  شلبي في فيلم 4-2-4


مع بداية العرض نقلت لنا صورا المحاربين القدامى و المعاقين من مصابي الحرب   يشاهدون العرض فازدادت سعادة عمى وخانته دمعه حين هتف بحرارة و إخلاص (( تحيا مصر )).

مع بداية العرض نقلت لنا الشاشة صور المحاربين القدامى و المعاقين من مصابي الحرب   يشاهدون العرض فازدادت سعادة عمى وخانته دمعه حين هتف بحرارة و إخلاص (( تحيا مصر )).

مع مضى الوقت و توالى فقرات العرض و توالى ظهور الفنانين خفت سعادة عمى فصار وجهه محايد ثم غاضب ثم حزين ثم مكتئب ثم مذهول, فيما لم يتوقف سريان دموعه في صمت.

كنت بدوري لا أصدق  كيف انتقلنا من فاشية دينية إلى فاشية فنية منافقة ,مشهد ذكرني باحتفالات أكتوبر أيام المعزول مبارك و اوبريتات  طويلة مزدانة بعشرات الفنانين و ألوف كلمات النفاق  لرئيس صدق بعد حين انه  بمفرده حقق النصر .

مع نهاية العرض خرج عمى من ذهوله و صمته فخاطبني بصوت حزين و عين منكسرة

-        سأتناول جرعة إضافية من أدوية السكر و الضغط. تفقدني بمهجعى قبل نومك يا ولدى .
تصفحت الانترنت فلفت نظري أن تكلفة الحفل تراوحت بين عشرين و مائتي مليون , أيا كان الرقم فهو  مليوني مع دولة منعها الحياء و الكبرياء  أن تعلن إفلاسها ,مع دولة أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقراء , شعرت بدوار و تصببت عرقا و تمنيت لو كنت اعرف أين يضع عمى أدويته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)