ثورة أخلاق !!!!!!!!!!!!!!!!!!

لمحت  السيارات في منتصف الجسر الحديدي العتيق ,فضغطت دواسة الوقود بعنف كي ألحق بقطار السيارات العابر .


حين اقتربت تبين لي أن السيارات متوقفة فتوقفت معها, نزلت لاستطلاع السبب و سرت وسط طابور من السيارات حتى وصلت إلى أوله فوجدت سيارتين متقابلتين, صار من المعتاد بعد الثورة و غياب الشرطة و النظام أن تتواجه السيارات على الجسر الأثري بحارته الوحيدة.

اخترقت جمهرة البشر فرأيت شابان يتلاومان ثم تطور الأمر إلى احتداد ثم سباب ثم محاولة للتشابك منعها الشهود الذين قاموا بفصل المتخاصمين, إلا أن ذلك لم يمنعهما من تبادل سباب مقذع.
ثم بدأت محاولة التفاوض بقياس بصري لأي الطرفين أقرب لعبور الجسر فانتهى الأمر لصالحنا ,أعقبه فاصل من الإقناع عبر إلقاء النوادر و الضحك ثم مخاطبة العقل ثم القلب ثم الاسترحام و التذلل انتهاءا بتقبيل الرأس .

كان الأمر جد معقد مع عصبية مقابلنا و قذارة لسانه وتشبثه برأيه برغم انتهاء القياس البصري لغير صالحه , كان وجهه مألوفا و كنت على ثقة بأنني حادثته من قبل لكنني لا أذكر أين , حاولت جاهدا أن أتذكره لكنني فشلت .
بعد مضى ربع ساعة امتثل و بدأ بالرجوع مجبرا بعدما خذلته السيارات من خلفه تراجعت , كان وجهه المتفجر بالغضب و لسانه البذئ يشغل عقلي ... أين رأيته من قبل ؟!!!!!!!.

مر بعض الوقت ثم ضغطت مكابح السيارة بعنف فصرخت عجلاتها متألمة , ضربت مقود السيارة بجزل و هتفت بسعادة المنتصر :تذكرته .
نعم تذكرته حين وقف في شهر فبراير وسط  السيارات في نهر الطريق يرمى في نوافذ السيارات ورقة تحت شعار دعوة للتغيير لتتلاءم أخلاقنا مع الثورة ..... كان من بين العهود – على ما أذكر – احترام قواعد المرور و التعامل باحترام مع الآخرين. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طابور الحمير (قصة قصيرة)

الحلوى حرام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!