شرطة (1) تحقيق فى سرقة (قصة قصيرة)
-->
-->
-->
-->
-->
استيقظنا ذات صباح على صراخ جارتنا ميرفت بعدما تبين لها سرقة ذهبها , بعد ساعة كانت العمارة قد امتلأت برائحة العساكر العطنة و نظرات المخبرين القذرة و أوامر الضابط المتغطرس .
غادرونا بعد ساعة تاركين العمارة بلا ذكور الا الأطفال , كان لطف الله بمنزلنا كبير , فوالدى كان يعمل بليبيا و كنت طفلا .
لم يعجب الأمر الجميع حتى امى التى سمعتها تحدث احدى الجارات على السلم
- حتى زوج ميرفت أخذوه , لماذا لم يرفعوا البصمات و يتركوا الرجال ..... الضابط الوقح قال انه اكتفى بأخذ الرجال لكن النساء تحت المراقبة ...... ربنا يرد لك زوجك و أولادك.
تمت جارتنا بشرود
- ربنا يسمع منك يا أختى .
بعد يومين حدثت المفاجأة , حيث ضبط أهالى العمارة الجناة يحاولون السرقة من جديد , و بعد تعرضهم لضرب مبرح من السكان و الجيران اعترفوا بأنهم هم السارقين و عاودوا السرقة بعد ما ظنوا أن قاطنى العمارة مغفلين .
بعدها زارتنا عربة الشرطة من جديد لتحمل اللصوص ثم يهب علينا صوت رخامى بارد للضابط المتغطرس و هو يهم بركوب العربة ان الرجال ستعود صباح الغد بعد جلسة النيابة المسائية .
فى الصباح و بينما أهبط السلم متجها لمدرستى سمعت صوت جارنا الأستاذ فوزى فتواريت فى الظلمات تحت السلم رعبا , لم أكن اخشى أحدا فى حياتى مثله , نظراته , صوته , شاربه الكث ,حتى مداعباته لى كانت ترعبنى ,و رغم محاولات امى لازالة رهبتى نحوه إلا أننى ظللت أشعر بالقشعريرة و الرعب منه .
عند باب العمارة توقف و خالط صوته صوت جارنا الآخر الاستاذ عبدالفتاح ,اشار استاذ فوزى الى وجه استاذ عبدالفتاح و قال ضاحكا
- يد المخبر غليظة يا عبده حتى أننى أنكرت وجهك , لا ريب أنك اعترفت بأنك السارق .
بدا على وجه استاذ عبدالفتاح الضيق الا انه قال ببرود
- كلنا اعترفنا من وطأة الضرب و لا تدعى البطولة .
إلا أن أستاذ فوزى قال فى عناد طفولى غير معهود
- تحدث عن نفسك فقط , هل ترى فى وجهى أو جسدى أثر لضرب ... تورم ... بقع زرقاء ؟!!
أطلق استاذ عبدالفتاح ضجكة رنانة ساخرة و هو يشير بسبابته بترفع الى بنطال استاذ فوزى ثم قال
- لو نظرت الى بقع البول حول سحاب بنطالك لتمنيت بعضا من كدماتى و سجحاتى .
طأطأ أستاذ فوزى و لم ينبت ببنت شفة ثم أطلق ساقيه للريح صاعدا لشقته , خيل لى أنه يبكى لكننى صرفت على الفور الفكرة ... هل يعقل أن يبكى أستاذ فوزى ؟... مستحيل , إلا أن بكاء الرجل المرير بعد حين جعل الواقع ممكنا, نقلت على الفور بصرى الى الاستاذ عبدالفتاح فوجدته يحدث نفسه بأسى
- هو اضطرنى ....... هو اضطرنى
حاولت الخروج من مكمنى الا اننى فشلت و نبهتنى الدموع الساخنة الى بكائى الغزير .
تعليقات