شرطة (4) تدريب (قصة قصيرة)
-->
-->
-->
لم تكن ذكرياتى عن الشرطة جيدة و ذلك لتعرضى فى الطفولة للصفع مرتين على يد الأمن الغليظة بسبب لعب الكرة رغم اننى لم أكن ماهرا بها او مواظبا عليها , و لذا كنت الوحيد من بين أقرانى الذى لم اسحب اوراق الإلتحاق بكلية الشرطة أو الكليات العسكرية .
لكن أعز أصدقائى أحمد و الابن الوحيد لأبيه إلتحق بالشرطة بعدما دفع والده خمسين الفا من أجل قبوله بها , كنت أشعر أنه من الحمق أن يدفع المرء مبلغا كهذا من أجل أن يفقد المرء حريته لقاء راتب متواضع .
-->
مع الايام لاحظت تغيرات كثيرة عليه , كان يحدثنى انهم حدثوه بالكلية ان الكل طامعين فيه , و انه اذا لم يتعالى على البشر فسوف يفقد احترامهم , حدثته كثيرا عن حقوق الانسان فى الاسلام و فى القوانين , الا أننا لم نصل الى نقطة اتفاق , و رغم ذلك بقينا أخلص صديقين حتى جاءنى ذات يوم و قال لى :
- عندى تدريب ليلى بالمركز , ما رأيك أن تأتى و تشاهد ؟ , ربما غيرت فكرك .-->
طوال الطريق كنت أعنف نفسى على ذهابى للمركز , و مع سماح عسكرى الحراسة ذو الملامح الغليظة لى بالعبور الى داخل المركز انقبض قلبى لسبب غير مفهوم و اعترتنى رهبة عارمة لم يخفف منها استقبال صديقى الحار لى .
بدت علائم الضيق على النقيب لحضورى فقال أحمد ضاحكا
- تخيله احد ملاعين حقوق الانسان .
توهجت عينا النقيب و اشار الى متسائلا
- طالب حقوق؟ .
هززت رأسى بالنفى و أجاب أحمد
- تجارة و لكننى دعوته لمشاهدة التدريب .
تبادل النقيب مع أحمد و زميله فى التدريب عبدالله نظرات قصيرة متلاحقة ثم انفجروا ضحكا و ربت عبدالله بيده الضخمة على كتفى فاهتزت أضلاعى .
بضع دقائق و كنا نهبط السلالم لبدء التدريب , قادونى الى حجرة فى آخر الرواق الطويل , بدد النقيب الظلمة بضغط زر فاكتشفت كبر حجم الغرفة التى كان يتوسطها شئ ضخم مغطى فلم أعرف ماهيته , زعق النقيب طالبا احضار عتريس الذى حضر بعد دقائق يصحبه عسكرى هيئته اقرب الى كفار قريش فى الافلام , أومـأ النقيب الى أحمد بالبدء فاتجه الى عتريس المكبل و صفعه بعنف فارتج الرجل و سقط على الارض , عاونه احمد على النهوض و نفض التراب عن ثيابه ثم اطلق يمناه فى معدته ثم توالت ضرباته على عتريس الصارخ من الألم و الناضح بالدم من كل صوب حتى ارهق احمد فسلم الراية لعبد الله الذى تفنن فى ايذاء الرجل حتى مل فنظر الى النقيب الذى اشاح رافضا ثم نظر الى العسكرى الذى تحرك و نزع الغطاء فبدا صليبا خشبيا يسمى العروسة, ثم نزع الاصفاد من يد عتريس و علقه فى العروسة , ثم خرج العسكرى و عاد بعد ثوان حاملا سوطا و سلمه لعبدالله الذى بدا متلذذا بجلد الرجل الذى كان يصرخ بعنف حتى انتهى احمد هو الآخر من دوره , رفض النقيب أن يشارك و التفت الى و قال – هل ترغب فى التجربة ؟.
هززت راسى بعنف رافضا فابتسم النقيب و قال
- لم أدعوك للضرب و انما لمعانقة العروسة .
عم ضحك جنونى الحجرة فيما اعترانى ذعر عميق اطلق الما هائلا سحق عظامى , حاولت التراجع الا اننى اكتشفت انزوائى بركن الحجرة .
اوما النقيب الى العسكرى الذى انزل بنطال عتريس ثم اوصل سلكين بخصيتيه و نظر الى النقيب الذى تقدم وكبس الزر ,صرخ عتريس كحيوان جريح و انتفض جسده بقسوة و تساقط لعابه ثم صمت بعدما دخل فى غيبوبة ثم انطفأ نور الغرفة .
-->
بعد لحظات اكتشفت اننى سقطت انا الاخر فى غيبوبة , كان وجه احمد يتحول الى ذئب للحظة ثم يعود الى طبيعته و وجه النقيب الى ضبع و عبدالله الى خنزير فأدركت ان ما يحدث خيالات جراء ارتطام راسى بالارض , رفعونى عن الارض و همس احمد خجلا
- لم اكن اتخيلك بهذا الضعف .
-->
سحب العسكرى جسد عتريس الذى خلف وراءه خيط دماء ثم عاد و بيده فتاة و غادرنا بعدما اغلق الباب , بادرها النقيب بالسؤال عن مكان الختم , استغلق على فهم المعنى و بدا ان الفتاة تجهل هى الاخرى المعنى , الا ان احمد سبها باقذع الالفاظ و سألها هو الاخر لكن بايضاح عن مكان ختم الدعارة , دلت ملامح الفتاة على صدق جهلها بمكانه , إلا أن ذلك لم يرض عبدالله الذى قفز ممسكا بالفتاة و طالبها بنزع ثيابها حتى يجدوا الختم فتمنعت الفتاة رغم انه كان واضحا انها فتاة ليل , انهال عبدالله عليها سبا و ضربا ثم مزق ثيابها فبقيت بثيابها الداخلية فطالبها عبدالله بخلعها فامتثلت فى ذعر فأشحت بوجهى , سمعت صراخهم الجذل فيها كى تبعد يديها عن اماكنها الحساسة حتى يروا او تعطيهم ظهرها حتى يروا الختم , بعد دقائق ملوا الضحك و النظر فقرر عبدالله التوجه اليها و تحسس جسدها ثم التفت مناديا أحمد لمعاونته فى اكتشاف الختم , انهمر الضحك من افواهم حين تنبهوا الى , احكمت كف بعنف على وجهى و سمعت صوت عبدالله يأمرنى بفتح عينى الا اننى لم افعل , فجرنى من يدى على الارض و دفعنى على لحم عار, ادركت انها الفتاة الا اننى لم افتح عينى , كان الجميع يأمرنى بفتح عينى و الا تعرضت للضرب , حتى الفتاة ربما خوفا على كانت تدعونى لذلك , فتحت عينى الا اننى ابقيت نظرى فى الأرض , كان نصفى العلوى بين ساقى الفتاة الا اننى لم اشاهد سوى ساقيها العاريتين , بدا الغضب و اليأس الشديدين على عبدالله و هو يأمرنى أن أبحث عن الختم , فأطبق كفيه على رقبتى و حاول دفعى اكثر نحو الفتاة , قاومت بشدة الا اننى شعرت باختناق ففتحت عيونى الدامعة فلمحت شبحا عار غير واضح المعالم , كان الاختناق يتزايد فشهقت و صدمتنى عربة الظلمة من جديد .
عندما افقت وجدت ثلاثة من البشر بوجوه ذئب و ضبع و خنزير فتيقنت أن السبب لم يكن اصطدامى رأسى .
سمعت الضبع يحدث رفيقيه عن معانقتى للعروسة او ايصال الكهرباء بأجزائى الحساسة , ناديت على الاغماء بتذلل ان يخطفنى إلا انه تأبى على وقت حاجتى له , كانت كل خلية من جسدى تنتفض هلعا و الضبع يميل على على اذنى و يهمس
- اهدأ كنا نمازحك .
لكن الخنزير مال على و همس بدم بارد
- انا لم اكن امزح .
دفعه الذئب عنى و حاول مساعدتى على النهوض الا اننى دفعته عنى , كنت اسمع صوتا غريبا يخرج من خوفى عاليا مليئا بالهلع و الهياج
- اخرجونى ... اخرجونى .
لم اتوقف عن الصراخ حتى وصلت منزلى, كانت دموعى تهطل كمطر استوائى , تنبهت بعد فترة اننى غيرت هتافى الى :
أنا إنسان... إنسان
تعليقات