استفتاء الجهال!!!!!!!!
إستوقفتنى يد ناحلة لشاب ضامر يضع حول عنقه قلادة تنتهي ببطاقة تعريف لشباب ما بعد الحادي عشر من فبراير .
كان الوقت مبكرا فأخذ عقلي بعض الوقت حتى أدرك معنى البطاقة , ابتسمت في وجه الشاب مستغربا فسألني عن وجهتي التصويتية في الاستفتاء فأجبته أنه ليس من حقه أن يسألني عن وجهتي إلا بعد الإدلاء بصوتي .. تلك أبسط قواعد الديمقراطية .
بدت علائم الارتباك على وجه الفتى إلا أنه سرعان ما تغلب على ذلك بابتسامة باهتة و تواضع مزيف و قال أنه لا مانع على سبيل التعارف أن يعرف وجهتي فربما أفاده ذلك ,فلما أجبته بأنني سأختار نعم ازدرد وجهه واصما الشعب بالجهالة .
سألته من أنتم فأجاب بثقة لا داعم لها بأنهم زمرة من خيرة الشباب المثقف الواعي الذي رأى أن عليه أن ينتشل الشعب من غيابات الجهل إلى نور العلم و الثقافة و الحرية .
ابتسمت و سألته عن السبب الذي يدعوه ليقول لا فقال حتى لا يعود الدستور الفاجر للعمل من جديد , فلما أجبته أنه في كلتا الحالتين سيجرى إعلان دستوري تمهيدا لوضع دستور جديد بدت على محياه أمارات البلاهة و البلادة و هو يقول بخفوت من قال هذا ؟.
سألته أيهما أقرب نعم أم لا ؟ قال لا ... قلت له بل نعم ... فنعم إن طالت فلها أمد أم لا فيسبقها سوف و لا أحد يعرف في ظل حكم عسكر يطمح في الاستمرار متى ستتحقق سوف , تخيل أنك دعيت إلى وليمة كل أصناف الطعام فيها فول مع وعد أن زهدته أن سوف يحضر لك لحما دون تحديد أمد فهل تجوع و تنتظر أو ترضى بما أتيح ,أم ستنتظر سوف ؟!
تغاضى الشاب عن اجابتى و سألني في توسل ولماذا لا تقول لا ؟ فرددت سؤاله بآخر و لماذا أقول لا ؟ فأجابني حتى تكون من المثقفين يجب أن تقول لا.
غلبتني قهقهة طويلة رنانة فأشتعل غضبا و انشغل فمه بوصمي بالجهالة تارة و الفلول تارة أخرى .
ابتسمت بوجهه و قلت حين كنت أحد جبناء الانترنت الذين يهاجمون النظام بأسماء مستعارة و يرتعدون من فكرة توصل أمن الدولة إلى حقيقتنا كنت تروج إلى أن سارقا شبع من السرقة أفضل ممن لم يسرق لكنه سيسرق أكثر إن تولى زمام الأمور.
حين كنا نعطى لبعض الشعب الذي وصمته بالجهالة كتبا للاستنارة كنت تعطى لأقرانك لفائف التبغ و المخدر.
حين أختار نعم فأنا لست اخوانيا او سلفيا او جاهلا كما زعمت , و ان قلت لا فلا يعنى ذلك انى مثقف او علمانى او يسارى او شيوعى .
أنا حر لاختار و أملك وحدى الارادة لأختار ما شئت, ليس من حق أحد أن يسفهنى , بل على الكل احترام ارادتى ... تلك هى الديمقراطية .... اليس كذلك
تعليقات