مقتل مبارك



تحلقنا حول التلفاز نشاهد لحظة القبض على سيف الاسلام , بدا الرجل بلحيته الكثيفة أقرب الى المشردين و ابعد ما يكون عن الرجل الذى حرك اصبعه مرارا فى وجه شعبه متوعدا اياهم بعظائم الامور .

كانت الحادثة تذكرنى بالطريقة الوحشية التى تم اغتيال  والده القذافى بها و من قبله وزير داخليته عبد الفتاح يونس , كنت أشعر بالغضب من الطريقة التى جرى اغتياله بها رغم كرهى الدائم للراحل , كان يملأنى يقين بأن ما حدث بعيد كل البعد عن آداب الإسلام و أخلاق الثوار فقلت
- أخشى أن يتم إغتياله بطريقة وحشية هو الآخر .
أومأ بهى برأسه موافقا إلا أن إبراهيم صدمنا بقوله
-  أتمنى أن يسحل أو أن يصلب من خلاف .



تابع غير مكترث بذهولنا
- كنا مع تونس كتف بكتف و ساق بساق , فكيف صاروا و كيف أضحينا , هم دولة و نحن نوشك على الضياع , الفارق أن بن على هرب و مبارك بقى و يخطئ من يظن اننا سجناه فالحقيقة المرة أنه حول مصر الى سجن كبير لنا هو خارجه يضحك علينا , الفارق ان الجيش سلم السلطة للمدنيين هناك بينما جيشنا يحاول سرقتها , و أظن أنه لو كنا قتلنا مبارك مثل القذافى لاستراحت مصر الآن.

كنا نوافقه تماما فى رأيه إلا أن بهيا رفض الاقرار بالهزيمة فقال بخفوت و خذلان
- لكن الطريقة الوحشية لقتل القذافى لا تقرها الشرائع السماوية او الانسانية .




قتل الحوار تحول التلفاز الى بث حى من ميدان التحرير , صدمتنى الصور الوحشية لتعامل الشرطة مع المتظاهرين , مع كل دقيقة و كل مشهد كنت ازداد اقتناعا بكلام ابراهيم .

حاول بهى امساك زمام المبادرة من جديد فقال :
- أعاود التأكيد على أن الطريقة الوحشية التى قتل بها مبارك لا يقرها الاسلام .
احتلتنا عاصفة من الضحك فقد كنا فى قرارة أنفسنا نؤيد ابراهيم رغم نكراننا , المدهش أن عاصفتنا كانت حبلى بدمع غزير اندفق غزيرا على وجناتنا فانخرطنا فى بكاء مرير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)