Happy thank giving (قصة قصيرة)


تجمع ثلاثتنا أمام مدخل العمارة ثم صعدنا , فى المصعد نالنى سيل من السخرية اندفع بقسوة من فم صديقى محسن لحملى باقة ورد , الا انه سرعان ما توقف عن مضايقتى عندما لمح صديقنا عوض يحمل قنينة خمر , شعرت بسعادة بالغة و انا اراه يمزقه بقسوة فمالنا و مال الخمر , فيما بدا عوض بائسا و هو يتمتم بخزى
 - انها لها... انها لها .



استقبلتنا جين على الباب و سرعان ما طبعت قبلة على خدى عوض , و حاولت ان تقبلنى الا اننى جفلت فابتسمت متفهمة ,الا ان محسن عوضهاعنى بضم جسدها الخمسينى البدين بين ذراعيه  و رفعه ثم طبع على وجنتها قبلة مجللة وسط ضحكاتها الماجنة فتحولى وجهى خجلا الى الحمرة .

كانت جين معلمة الانجليزية قد اختارتنا من بين خمسين دراسا لتناول العشاء فى منزلها يوم الخميس الموافق لعيد الشكر حيث كنا أنبغ طلبتها و ربما الأقرب الى قلبها ,فكان يحلو لها حين تخاطبنا ان تستعيض عن اسمائنا بأسماء من اختيارها , كنت الذكى او السمارت و كان محسن الشقى او النوتى و كان عوض اللطيف او السويت .

غابت عنا بعض الوقت ثم عادت تحمل ديكا روميا على صنية و هى تقول بفخر
 - مذبوح و مطهى على الطريقة الاسلامية.



انتظمنا على المائدة فشرعت فى تقطيع الديك بسكين كبيرة ثم وضعت لكل منا جزءا فى صحن و اجزلت لعوض بعض الشئ عنا فقرصنى محسن فى ساقى فضحكنا , بدت على وجه المرأة الطيبة و الود و هى تشاركنا الضحك دون ان تدرى سره ثم خطبتنا بسعادة
- شرف عظيم ان تشاركونى الليلة هذه المناسبة الامريكية العظيمة , أتمنى أن تزدهر علاقتنا و تستمر للأبد .

عاود محسن قرصى ثم نهض حاملا كأس عصير و قال
- نتمنى لك يا جين ليلة مليئة بالدفء و الخمر و الحب و تعميق العلاقات المصرية الامريكية .

لم استطع منع نفسى من الضحك و شاركنى محسن الضحك فيما احتقن وجه عوض و ارتسمت ابتسامة حائرة متشنجة على وجه جين , كنا نعرف العلاقة الجسدية الخائبة مع عوض و بدا أنها بدأت تدرك علمنا بذلك , حاولت تغيير الموضوع فاشارت الى الديك و قالت ضاحكة
- أنا لم أقتله.
  أردفت:
 - لا أستطيع مشاهدة كائن حى يقتل , و أعتقد أن كل أمريكى أو أوربى يشاركنى هذا الرأى , لقد أخذ العالم كل شئ من حضارتنا الا رحمتنا و شفقتنا .

لاحظ محسن انفى يكبر فأردك ما يعترينى من غضب فنهرنى بنظرة تمزج بين الحزم و الرجاء فصمت فتابعت المرأة مزهوة

- حين أشاهد كل تلك الخراف و هى تذبح سنويا  بوحشية دون ذنب اقترفته سوى انها ذكرت فى كتاب دينى .

أعتقد اننى حاولت أن امنع نفسى من التحدث الا اننى نفضت يد محسن بعنف و هى تمنعنى من القيام , كنت اسمع صوته خافتا يرجونى الصمت الا صوتى جاء هادرا

 - أو تعلمين  حين أسمعك لا اجد الا صوتا احادى النظرة , من لغو الحديث و الغباء ان تنتقدى حدثا دينيا مقدسا لدى المسلمين مبطنة داخله اتهامنا بالوحشية فيما نجلس على مائدتك المزدانة بديك رومى ذبح ملايين مثله فى وطنك و العالم الغربى من أجل حدث قومى .

التفت الى محسن و صرخت فى وجهه دعنى فأفلت يدى فعاودت الالتفات لها و تابعت

- علمتم العالم !!! مدهش لكن الغريب انه لولا مساعدة الهنود الحمر لأسلافك لماتوا من الجوع و البرد و لما احتفلوا بهذا اليوم و لما ابادوا بعدها الهنود الحمر   

كانت شفتى المرأة تختلجان فى عنف و بدت سحب الدموع فى أطراف عينيها الا انها قالت بهدوء
 - يبدو اننى زهدت الاكل على حين غرة.

غادرتنا الى غرفتها فنظر الى محسن بلوم فقلت

- لولا اننا بمنزلها لتحدثت  أيضا عن الوحشية و الهمجية .
    

نه         نهض محسن و نظر الى بصمت ثم اطلق يمناه فى معدتى فشعرت بان الهواء ينفذ الى جسدى منها فتكومت على الارض غير قادر على التأوه , قطع الصمت نحيب مرير لعوض فهشم محسن قنينة الخمر على راسه فسالت الدماء منها فصمت فى رعب , بدا محسن مزهوا بفعله فضرب المائدة بقبضته فى عنف و قال

         - جئنا لنأكل و هذا ما سأفعله.

بدا      بدا مستمعا بالأكل حتى طفا على سطح الصمت عويل أتانا من غرفة جين يشبه الثغاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)