سقوط بطل مصطنع

كثيرون هللوا للرجل كما يهللون الآن لأردوغان باعتباره بطل الزمان المنتظر , ربما لأنهم منبطحون و منهزمون و لا يرجون خيرا من أمتنا ,و ربما لأنهم  لا  يعرفون عنها و تاريخها الإ لغة صارت ركيكة  و هوية صار الكثيرون يتهربون و يتعففون من الانتساب لها .

لكنني لم أكن مثلهم بداهة لأنني عم عربي و لأنني أعي تاريخي و حكم أجدادي التي أكدت لي أنه لن يحك جلدي مثل ظفري  و هي الحكمة التي قالها الشاعر العربي و تناقلتها الألسن من بعده:

ما حك جلدك مثل ظفرك                                                   فتول أنت جميع أمـرك
و لأنهم حمقى و مها ويس فقد ظنوا أن انتقاد الرئيس الفينزويلى هوجو شافيز للسياسة الأمريكية و الإسرائيلية و دعمه للقضايا العربية و خصوصا الفلسطينية  إنما ينبع من إحساس حقيقي بالنبل و البطولة .

لأنهم حمقى  لم يفطنوا إلى أن شافيز اليساري المسكون بهواجس الغدر الأمريكي ضد بلاده كان يساندنا من أجل مصالح بلاده البحتة , فربما أدى ذلك إلى تخفيف الضغط على حكمه عبر الانشغال بالمناطق العربية الساخنة .

 
و مع الربيع العربي  توقع مريدوه و دراويشه أن يصدح صوته بالثناء على شعوب نفضت عن أجسادها مسوح الذل و حطمت عن رقابها ربقة عبادة الحاكم , إلا أن الرجل أسهب في الحديث عن عبقرية الشعب المصري الذي أرسل رجل أمريكا إلى غيابات التاريخ , لكنه صلى من أجل القذافى قبل أن يقتل و أستنكر مقتله واصفا إياه بالشهيد و أن ليبيا أصبحت من بعد طاغيتها أشلاء .

كما دعم الأسد القاتل بلا خجل متهما إرهابيين تسللوا إلى سوريا بقتل الآلاف نافضا بذلك الدماء الغزيرة التي سقطت على يد الأمن السوري و الشبيحة  عن يد الطاغية الأسد لمجرد خلافه مع أمريكا .

لا أعرف ماذا بإمكانهم أن يجيبوا , و لكنني أملك بحلقي جملة تريد الفكاك

أنا عربي حر و أنتم حمقى مغيبون و منبطحون   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المنادى(قصة قصيرة )

طابور الحمير (قصة قصيرة)